هل ينتهي الحب؟
هل يموت؟
أله عمر افتراضي ككل الأشياء والمخلوقات؟
هل "ينكشف" حساب الحب، ويحتاج إلى "تغذية" كي تكون الشيكات المسحوبة عليه مغطاة برصيد؟
ما علاقة الحب بالزواج؟
هل صحيح أن الحب ينتهي بعد الزواج؟
هل يقتل الزواج الحب؟
أسئلة تجري على ألسنة الأزواج، رجالا ونساء، كما تجري على ألسنة العلماء، ولكل رأيه، حاولت أن أبحث في بعضها، فاهتديت إلى مقاربات قد تشبع بعض الفضول، وقد تزيده أكثر!
قرأت عن دراسة أجراها البروفيسور سيندي هازان، الأستاذ بجامعة كورنيل بنيويورك، منذ عدة سنوات على عينة تضم 5 آلاف رجل وامرأة ينتمون إلى 37 ثقافة مختلفة على مستوى العالم المتقدم والمتخلف، الدراسة كانت عبارة عن مجموعة من الاختبارات النفسية والبيولوجية لقياس مستوى الحب بين كل اثنين متحابين، والنتيجة كانت أنه لا يوجد حب يمكنه الاستمرار مدى الحياة، حيث أكدت الدراسة أن الحب لا يعيش مع العلاقة الحميمية إلا لمدة أربع سنوات كحد أقصى، ثم يموت بعدها، بينما يبقى حسن المعاشرة والود...!
وهنا استدعيت الآية الكريمة التي تقول:
"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"
واستوقفتني كلمتا: مودة ورحمة، والمودة: المحبة, والرحمة: الشفقة; وقيل إن المودة حب الرجل امرأته, والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء، ويمكن القول هنا أن ال! مودة قد تنتهي، أما الرحمة فلا، وبها قد تستمر الأسرة، وثمة من يخالف هذا الرأي، فيقول أن قصص الحب تؤكد أن المودة لا تنتهي وأن عمرها الافتراضي غير محدود، وكم من حكايات أثبتت أن جذوة الحب ظلت مشتعلة بين الزوجين حتى الممات، وربما يكون في هذا الكلام شيء من الصحة، ولكنه استثناء على الأغلب، ولا يقاس بالاستثناء!
منذ نحو العامين تقريبا، كان الباحثون في لندن كوليدج قد أكدوا من خلال إحدى الدراسات، أن الحب أعمى، لأن الوقوع فيه يؤثر في دوائر رئيسية في المخ.
كما توصل الباحثون إلى أن الدوائر العصبية، التي ترتبط بالتقييم الاجتماعي للأشخاص الذين نتعرف عليهم، تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب، وهو ما يفسر أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن الأخطاء أو الصفات غير المرغوب بها فيمن يحبون، وهو التأثير، أو الغشاوة التي قد تزول مع مرور الوقت ليكتشف كل طرف حقيقة الآخر ويكون إيذانا بانتهاء الحب، ولعل هذا ما يحصل في حال استمرت الحياة الزوجية سنوات وسنوات، من هنا يقول الدكتور يحيى الرخاوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الحب بين الزوجين يشبه إلى حد كبير رصيد الإنسان من المال الذي يضعه في أي بنك من البنوك، بمعنى أنه كلما زاد رصيد كل طرف لدي الطرف الآخر، يستطيع كلاهما السحب على المكشوف...
ويقول: "الرصيد الذي يضعه كل طرف لدى الطرف الآخر، لا يقتصر على الهدايا أو الخروج في نزهة أو دعوة عشاء، لكنه يشمل المشاركة في تحمل المسؤوليات وتلبية الاحتياجات النفسية والعاطفية لكل طرف، وتحمل لحظات الضعف والغضب التي قد يصاب بها أحد الزوجين في وقت ما"!!